رواية أجنحة من ضوء النجوم | المقدمة | مترجم
هناك أشياء جميلة لا يراها الجميع... فقط من يعرفون كيف ينظرون بعين القلب.
فإذا استيقظت قبل شروق الشمس، ونظرت من نافذتك، قد ترى نورًا صغيرًا يتحرك بين أوراق الشجر.
وقد ترى خيوطًا ذهبية تطير فوق الزهور، كأنها تهمس لها بشيء سريّ.
وإذا نظرت إلى الثلج، ربما تلاحظ نقوشًا صغيرة فيه، وكأنّ أحدهم نحتها بحنان.
لكن... كثيرون لا ينتبهون لهذه الأشياء. وقليل فقط يشعرون بالدهشة الحقيقية عند ملاحظتها .
هذه الكائنات الصغيرة التى لا ترى ، بل تظهر كلمعة نور بسيطة ، تسمى الجنّيات.
ويُقال... إذا اتّبعت النجمة الثانية في السماء من جهة اليمين، وواصلت السير حتى يأتي الصباح، ستجد "مملكة الجنيات الجنيات المضيئة".
مملكة صغيرة جداً بنسبة لنا لكن واسعة لتلك الجنيات الضئيلة .....
- في قلب تلك المملكة توجد شجرة ذهبية ضخمة ، تلمع مثل شمعة. وتحيط بها اربع اراضي
- أرضٌ مليئة بالزهور طوال العام وتسمى ارض الربيع .
- وإرض دافئة ، هادئة ، معتدلة الطقس. تسمى ارض الصيف
- واخيراً غابة بألوان الخريف الرائعة. تسمى ارض الخريف.
- أما في الشمال المهجور هناك غابة الشتاء .......
الجنّيات في الارضي الثلاثة الدافئة لا يحببن الاقتراب من غابة الشتاء. فبردها قوي جدًا... قد يكسر أجنحتهن الصغيرة.
و لا أحد منهم يعرف حقًا ماذا يوجد هناك .......
لكن في الحقيقة دخل أعماق تلك الغابة الباردة ، توجد بحيرة متجمدة ، حتى الأشجار تميل مبتعدة عنها... .
هواء تلك الغابة ثقيل، كأنه يخفي سرًّا.
و إن كنت شجاعًا بما يكفي، أو متهورًا حدّ الجنون، فقد تجرؤ على أن تخطو فوق ذلك الجليد. ولن تجد ماءً تحته ، بل عتمة ملتوية وعميقة.
حتى لو تحملت الرعب الذي يبعثه ذلك المنظر لأكثر من لحظة، فلن تقدر على فهم مايوجد اسفل تلك البحيرة المتجمدة.
اشكال غريبة ، نادرًا ما تتخذ شكلًا مألوفًا-هنا ناب، هناك عين، وهناك مخلب.
ولو حصل أن خطواتك جعلتك تضل الطريق نحو تلك البحيرة المتجمدة في ليلةٍ باردة، خالية من القمر ، كما حصل مع حارس غابة الشتاء...
لرأيت ما رآه ..... تلك اللحظة التي شقّت فيها شروخٌ ضئيلة سطح ذلك الجليد.
ولسمعت تكسراً تناثر معه الثلج عن الأغصان.
ولشعرت بالغابة ترتجف، تنتظر ،
ثم، من ذلك الكسر فوق سطح الجليد ، ارتفعت سحابة ظل، خفيفة كالدخان.
تجمعت، ثم تشكّلت لتصبح هيئة مألوفة ، كان شيء اشبه بالولادة .
في تلك الظلمة، تكونت تلك الكائنات من تلك الغيوم ، كائنات شبه خفية، لكن آثار أقدامها ثقيلة على الأرض.
وعندها، بدافع غريزة بشعة، بدأت تلك الكائنات في الزحف من غابة الشتاء نحو الفصول الدافئة........
تعليقات
إرسال تعليق